الدكتور مصطفى البرغوثي يدعو كافة المبعوثين الدوليين الى لزيارة غزة والاطلاع على ما حل بها من كوارث جراء عدوان الاحتلال الاسرائيلي

 

غزة:طالب النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية كافة المبعوثين الدوليين الذين يتجولون في المنطقة و في مقدمتهم جورج ميتشل بضرورة زيارة قطاع غزة لسماع الرواية الحقيقية من الناس الذين كابدوا ويلات الحرب الإسرائيلية المسعورة   و الاطلاع عن كثب على ما حل بأراضيهم ومساكنهم و منشاتهم جراء ما اقترفته آلة الحرب الصهيونية التي استخدمت إسرائيل خلالها ترسانتها العسكرية بما فيها المحرمة دوليا خاصة الفوسفور و تحويلها لحقل تجارب لأسلحتها الفتاكة و المدمرة .

كما طالب البرغوثي  بتعرية الأكذوبة الإسرائيلية  بأن الحرب على غزة قد توقفت مؤكدا ان اسرائيل ماضية في عدوانها و حصارها البري و البحري و خرقها عشر مرات لوقف اطلاق النار الذي كانت قد اعلنته من جانبها في وقت سابق.

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة و التي واصل جولته الميدانية في كافة مناطقها المدمرة ان ما شاهده من دمار في غزة وان روايات المواطنين حول ما حل بهم من جرائم حرب هي امر مذهل.

واستعرض البرغوثي حجم الكارثة و الدمار الهائل الذي شاهده عن كثب  واصفا الحرب الهمجية بالانحطاط العنصري الذي مارسه قادة الاحتلال في اشارة منه الى الوحشية الممنهجة التي مارسوها ضد الناس و بيوتهم و مزارعهم و منشاتهم الحيوية و قدم مثالا على ذلك الرواية المتعلقة  باستشهاد المواطن اياد السموني على مرأى من اسرته و ان جنود الاحتلال استخدموه هدفا للتصويب و هو جريح و مقيد و عاجز عن الحركة .

واكد النائب البرغوثي ان ما اقترفه جنود الاحتلال يدلل على سادية و عنصرية قادة الاحتلال الصهيوني مشيرا الى التدميرالمبرمج لأربعمائة منشأة و مصنع   شرق مدينة غزة خاصة مصانع ابو عيدة و ابو جبة و غيرها من المنشات الحيوية سيما مطاحن الدقيق والعلف الحيواني .

وقال الدكتور البرغوثي ان الحرب على غزة لم تتوقف بدليل سيطرة الدبابات الاسرائلية على مسافه تمتد من 500-1000 متر على امتداد محيط قطاع غزة واستمرار محاصرتها واغلاق معابرها الامر الذي يحول دون ادخال المواد الاساسية الازمة لاعادة البناء والاعمار خاصة مستلزمات البنية التحتية وقطع الاجهزه الطبية الضرورية كأجهزة غسيل الكلة للمرضى في غزة .

وأشار البرغوثي الى ان نائب الامين العام للامم المتحدة قد ابلغه بان اسرائيل لن تسمح بدخول تلك المستلزمات الهامة مشيرا الى الجهد الذي تبذله الاغاثة الطبية والمبادرة الوطنية الفلسطينية عبر حملة الطوارئ التي تعلنها لإسناد الناس في معاناتهم الجمة .

وطالب البرغوثيً بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية وملاحقة مجرمي الحرب الساسة والعسكريين الاسرائليين حتى لا يفلتوا من المحاكمات الدولية مثلما حدث عام 2002 بالإضافة لمطالبته الاتحاد الأوروبي بسحب الامتيازات الممنوحة لإسرائيل بما فيها منحها المكانة الفضلى , ووقف استيراد الأسلحة منها .

 

وفي إطار الجهود الحثيثه لحشد الطاقات للتخفيف من معاناة الناس عقد النائب البرغوثي لقاء مع مدير عمليات الاونروا (جون جينج) في غزة بغية التشاور والتنسيق والتعاون لضمان حسن سير عمل وكالة الغوث الدولية والمؤسسات الانسانية  لاغاثة من شردتهم الحرب .

 

 واعتبر  البرغوثي ان المهمة الرئيسية الان تتمثل في ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر وهذا لا يتأتى إلا بتضافر الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية التى باتت بلسما مطلوبا بإلحاح لتضميد جراحات الناس المكلومين من الحرب ومطلبا حقيقيا يخفف من مصابهم ويعزز معنوياتهم داعيا إلى ضرورة التوقف عن كل ما من شانه الانتقاص من الصمود الذي جسده اهل غزة وتشبثهم بارضهم رغم قساوة العدوان وبشاعة الحرب وفي مقدمة ذلك وقف الحملات الاعلامية و الغاء منظومة الاقامات الجبرية وكل اشكال الاعتقالات السياسية في الضفة والقطاع دون استثناء والتوقف عن أي أشكال من التعديات على حرية التعبير والنشاط السياسي .

ودعا البرغوثي الى ضرورة اشراك فاعل لمؤسسات العمل الاهلي والمجتمع المدني في قطاع غزة باعتبار ذلك كله من اهم مقومات تحقيق الوحدة الوطنية وتصليب الجبهة الداخلية.

وفي رده على ما يجري في الانتخابات الاسرائيلية اشار د.البرغوثي الى ان اسرائيل تتجه للتطرف اليميني العنصري الرافض للحقوق الوطنيه  المتمثلة في قضايا القدس وحق العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مؤكدا ان الوقت قد حان لانهاء مفاوضات انابولس والاستعاضة بمؤتمر دولي لتطبيق الشرعية والقرارات الدولية بما يضمن تحقيق ما يتطلع له الشعب الفلسطيني .

واكد البرغوثي ضرورة التخلي عن ثلاثة أوهام أولها التنازع على سلطة وهمية ما زالت تحت الاحتلال , او امكانية التفرد بقيادة النضال الوطني , او الوهم بجدوى عملية انابولس التى ثبت فشلها.

وقال البرغوثي انه رغم الألم والمعاناة فان المطلب الوحيد الذي تكرر من كل من قابلهم هو الدعوة الى الوحدة الوطنية مشددا على ان المخرج الوحيد من أزمة الانقسام الداخلي هو انشاء قيادة وطنية موحدة تقدم للشعب الفلسطيني وللعالم استراتيجية وطنية موحدة , وتحمي مستقبل الشعب الفلسطيني وتتمسك بالمشروع الوطني وتقود النضال لتحقيق الحرية والاستقلال , موجها تحية عز وفخار لصمود أهل غزة الذي أعاد الاعتبار للقضية الوطنية وحفظ للشعب كرامته.