النائب الدكتور مصطفى البرغوثي :الوضع في غزة كارثي ويحتاج إلى تضافر الجهود ،والناس تطالب بالوحدة الوطنية

رام الله: أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان ما رايناه خلال زيارتنا التي استغرقت اسبوعا  لقطاع غزة  صدمنا بشكل يبين حجم الدمار والاجرام والقتل دون مبرر والسادية غير المسبوقة.

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله بعد عودته من زيارته للقطاع ان اهلنا في غزة حملوه امانة لنقلها الى شعبنا في الضفة الغربية تدعو الى الوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام.

واضاف البرغوثي ان شعبنا في غزة يتمتع بارادة صلبة ومعنويات قوية واصرار على الصمود والبقاء وشعور بالعزة والكرامة  رغم ما قامت به اسرائيل مشيرا الى انه لم يسمع شكوى واحدة من المواطنين وان ما سمعه من كل مواطن التقيناه وكل بيت زاره هو المطالبة  بالوحدة الوطنية.

واوضح البرغوثي ان لسان حال اهلنا في القطاع وهو ما قالوه لنا انه اذا كان هناك شيئ يمكن ان يخفف من هذه الالام الباهظة ويضمد هذه الجراح فهو ان تكون النتيجة الفورية للحرب المدمرة استعادة شعبنا وحدته الوطنية.

وقال البرغوثي انه آن اوان انهاء الانقسام والعودة الى سبيل الوحدة الوطنية وانشاء قيادة وطنية موحدة تقود نضال شعبنا،وان ما يعانيه اهلنا في غزة اهم من الفصائل والاحزاب والتنازع الحزبي،مشددا على ان هذه هي لحظة تاريخية في وقت شنت فيه اسرائيل عدوانها على غزة من اجل تدمير مستقبل القضية الفلسطينية وتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية ولكي تدمر  معاقل الصمود والمقاومة في وجه مخططاتها في محاولة لفرض حل تصفوي للقضية الفلسطينية .

واشار البرغوثي الى ان الحرب على غزة كانت تدور على القدس قبل غزة وعلى حقوق اللاجئين قبل ان تدور على غزة وتدور على حقنا في دولة ذات سيادة بدون مستوطنات .

وقال النائب مصطفى البرغوثي انه لمن المؤذي والمعيب ان يجري تجاهل الالام الناس لاغراض تنافسية سياسية،مشيرا الى التنازع على سلطة وهمية تحت الاحتلال في غزة والضفة لم يعد له أي مبرر .

واكد البرغوثي ان الاحتلال ارسل لنا رسالة من خلال عدوانه على غزة مفادها انه لا يريد السلام مع الشعب الفلسطيني،مشددا على انه لايمكن ان نصل الى سلام حقيقي دون ان نناضل من اجل هذا السلام  وهذا لن يتحقق دون بناء قيادة وطنية موحدة متمسكة بالمشروع الوطني الفلسطيني.

وقال البرغوثي انه آن الاوان لاعادة بناء منظمة التحرير على اساس ديمقراطي يضم الجميع ولا يستثني احدا لكي تكون موضعا لبناء قيادة وطنية موحدة وليس موضعا للانقسام والصراع والانقسام.

واستعرض البرغوثي بالصور والارقام حجم الجرائم الاسرائيلية في غزة،وبعض صور وحالات تدلل على الجرم الاسرائيلي كحالة المواطن اياد السموني (24)عاما من منطقة الزيتون الذي طلب منه جنود الاحتلال الخروج من منزله ثم اطلقوا النار على رجليه ،وعندما حاولت زوجته مساعدته اطلقوا عليها النار وكذلك على جيرانه الذين حاولوا اسعافه ،وعندما بدا بالزحف قام الجنود بتوثيق رجليه ويديه ومن ثم استخدموا رجليه هدفا للتصويب واطلاق النار عدة مرات على مرأى من زوجته وطفلتيه حتى لحظة استشهاده.

وقال البرغوثي ان كل ما راه وسمعه سيتم توثيقه وسيجد طريقه الى لجنة تحقيق دولية يجب ان تشكل والى محاكم الحرب الدولية التي يجب عقدها لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين .

واضاف البرغوثي ان الدمار الحاصل في غزة لم يشهده شعبنا في حروب 48 و 56 و 67 ،وان الدمار الذي رايناه يذكر بمشاهد الحرب العالمية الثانية.

واكد مصطفى البرغوثي ان اسرائيل كانت تتعمد قصف المناطق المكتظة بالسكان ،مثل جباليا التي تصل فيها الكثافة السكانية الى 70 الف شخص لكل كيلو متر مربع ، والشاطئ 87 الف لكل كيلومتر مربع ،وغزة 17,691 مواطن لكل كيلومتر مربع.

وقال ان 24 قذيفة وصاروخا كانت تنهمر على الكيلومتر المربع الواحد ،مما الحق دمارا كبيرا وخسائر فادحة في الارواح.

واشار البرغوثي الى ان من بين عدد الشهداء الذي وصل الى 1345 ،هناك 412 طفلا واكثر من 110 نساء ،في حين تجاوز عدد الجرحى 5300 جريح منهم 450 جراحهم خطيرة،و1855 طفلا و 795 امراة.

واضاف البرغوثي ان هذا الامر لو جرى في بلد عدد سكانها كبير مثل اميركا لكان الحديث يدور عن ربع مليون شهيد خلال ثلاثة اسابيع،فيما وصل عدد الجرحى الى 975 الف جريح،أي ان عدد الشهداء الذين سقطوا في غزة يبلغ من حيث النسبة مئة ضعف من سقطوا في احداث الحادي عشر من سبتمبر في اميركا.

واوضح مصطفى البرغوثي ان 25 عائلة في غزة تمت ابادتها ،وان هناك 200 الف شخص اضطروا الى ترك منازلهم خلال العدوان الاسرائيلي،ومن بينهم 112 الف طفل .

واشار البرغوثي الى ان خمسة الاف منزل دمرت بالكامل ،في حين دمر الاحتلال عشرين الف منزل  جزئيا بحيث اصبحت غير صالحة للسكن ،وان عدد من لجؤوا الى مدارس الوكالة بلغ 51 الف مواطن.

وقال البرغوثي ان عدد الاسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب بلغ 14 قتيلا بينهم عشرة جنود تقول اسرائيل ان بينهم اربعة قتلوا بنيران الجيش نفسه ،بنسبة تصل الى 1-96.

واضاف البرغوثي ان 351 مصنعا جرى تدميرها بالديناميت في نهاية الحرب واثناء خروج قوات الاحتلال عن طريق تفجيرها وليس قصفها دون أي سبب ،سوى تدمير امكانية ان تكون للناس حياة في المستقبل .

كما استعرض البرغوثي صورا حية عن الدمار الممنهج في غزة ،خاصة احد مصانع الباطون في شمال شرق غزة الذي جرى تدميره بعيد اتصال هاتفي اجراه معه مدير مصنع نيشر الاسرائيلي للاسمنت قبل ستة اشهر والذي عرض عليه تدمير مصنعه مقابل تعويض كامل منه ،وانه عندما رفض العرض هدده مدير نيشر بتدميره الى ان تم الامر خلال الحرب على غزة بعد ان اجبر صاحب المصنع وعائلته على مغادرة المنطقة ليعودوا اليها دون ان يجدوا اثرا للمصنع والمركبات الخاصة بهم ،وان نفس القصة حدثت لمصانع ابو عيد الذي دمر الاحتلال له ثلاثة مصانع واثني عشر بيتا تعود لافراد عائلته واخرين.

وقال البرغوثي ان هناك جثثا ما زالت تحت الانقاض ،وان اكثر من مئة شخص مازالوا مفقودين حتى اللحظة ولا يعرف مصيرهم ،وانه لم يسمح لاي رافعة بدخول غزة لرفع الركام.

واكد البرغوثي ان اسرائيل خرقت بعدوانها على غزة اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الانساني لاسيما المادة 33 من ميثاق جنيف ،بعد وضع مليون ونصف المليون مواطن تحت الخطر وسياسة العقاب الجماعي المنهجية عبر القصف الجوي والبري والبحري على مناطق مأهولة بالسكان وبعد حصار دام عامين.

وقال البرغوثي ان نائب امين عام الامم المتحدة ابلغه عندما التقاه في غزة بان اسرائيل لاتسمح بدخول حتى الزجاج الى غزة في وقت تعيش فيه الاسر في منازل محطمة النوافذ،الى جانب منع مواد البناء من الدخول الى القطاع.

واكد النائب مصطفى البرغوثي ان الحرب مسنمرة على غزة مادام الحصار مضروبا عليها،لان الحصار هو شكل من اشكال الحرب.

واعرب البرغوثي عن ادانته لاعتداء جنود الاحتلال على سفينة الاخوة اللبنانية التي تحاول الوصول الى غزة واعتقاتل من على متنها.

واضاف البرغوثي ان اسرائيل استخدمت اسلحة محرمة دوليا ،مشيرا الى انه شاهد قطع وبقايا القنابل الفسفورية تنتشر في كل مكان في غزة ،والتي ادت الى حرق انسجة اجساد ابناء شعبنا والوصول الى عظامهم ،الى جانب استخدام قنابل ورصاص مزودة بمادة(dime) الكيماوية،وكذلك قنابل متفجرة من نوع (الدمدم)،واستهداف المنازل والمساجد والمؤسسات والمصانع والصحفيين ومرافق الاونروا والبنية التحتية.

وقال مصطفى البرغوثي ان اسرائيل مارست تطهيرا عرقيا في شريط  حدودي على طول قطاع غزة بعمق 500-1000 متر من خلال تدمير كل ما هو قائم من منازل او مصانع وان كل من يقترب من تلك المنطقة تطلق عليه النيران.

واشار البرغوثي ان من شروط التهدئة هو عدم دخول أي فلسطيني الى تلك المناطق بعمق 500 متر الى كيلومتر واحد،مما يعني انتزاع قسم كبير من القطاع واخذ تلك المنطقة موطئ قدم لجيش الاحتلال لشن عدوان جديد على القطاع.

وتساءل البرغوثي انه على المجتمع الدولي الاجابة على سؤالين انه اذا كانت اسرائيل تحتل غزة وهي الحقيقة الآن،فلماذا لا تجبر على احترام القانون الدولي؟واذا كانت لاتحتل غزة فما هو المبرر لوجود هذا الشريط؟ 

وحذر البرغوثي من خطر حدوث فيضان في المجاري في شمال القطاع وبيت لاهيا بسبب عدم توفر مواد البناء،اضافة الى خطر الالغام ،وعدم وجود اليات لازالة الركام ،وكذلك عدم توفر مياه الشرب لنصف مليون مواطن.

وقال ان 61 مدرسة جرى تدميرها ،وان 440 الف طالب فقدوا التعليم لفترة طويلة مثلما جرى لمدرسة سخنين التي دمرت بالكامل،فيما استشهد 11 طبيبا وممرضا ،اضافة الى استشهاد اربعة صحفيين واستهداف مكاتب التلفزة التي كانت تغطي العدوان في محاولة لممارسة التعتيم على ما قام به الاحتلال من جرائم.

واكدا البرغوثي على مطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل الامم المتحدة،وان يقدم مرتكبوا الجرائم الاسرائيليون الى المحاكم الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية.

واختتم البرغوثي مؤتمره الصحفي بالتاكيد على ان الحرب لم تكن على حماس بل على الفلسطينيين ،وان هذه الحرب لم تضعف  ارادة الشعب الفلسطيني بل قوتها،وان الوضع الانساني في غزة على حافة الانهيار ،وان اكثر من عشرين خرقا لوقف اطلاق النار تم من جانب اسرائيل.

ووجه البرغوثي التحية لاهل غزة معاهدا اياهم على نقل الحقيقة للعالم باسره وعلى بذل كل جهد حتى يرفع الحصار عن القطاع وتفكك اسوار السجن من حولهم