المصور- المصرية- حوار - نجوان عبد الطيف - ليست هي المرة الاولى التي يجيئ فيها الى القاهرة ولكنها المرة الاولى التي يشارك فيها في حوار الفصائل. د.مصطفى البرغوثي المناضل الفلسطيني اليساري الذي في يده جرح من رصاصة اسرائيلية والذي اعتقل عام 2002 ومنع من دخول القدس مسقط رأسه د.مصطفى الامين العام لحركة "المبادرة الوطنية" الذي انشأها منذ 6 سنوات مع د.حيدر عبد الشافي و د.ادوارد سعيد وابراهيم الدقاق و 500 من الشخصيات المستقلة والتي رفعت شعار الوحدة الوطنية وقدمت البديل الثالث امام الشعب الفلسطيني، د.مصطفى الطبيب المعروف حاول مراراً وتكراراً ان يداوي جرح الانقسام الفلسطيني ولكن الاخوة المتخاصمين ابوا ان ينتصروا للوحدة، جاء الى القاهرة لديه آمال كبيرة في انجاز المصالحة بشراكة مصرية مؤكدا ان تغير الظروف من اغلاق كامل لباب المفاوضات مع اسرائيل بعد فشل آنا بولس ومجيئ الحكومة اليمينية العنصرية المتطرفة يجعلنا جميعا امام مفترق طرق، والقضية الفلسطينية تواجه التصفية، واسرائيل تستهدف الجميع واشار الى اهمية الدور المصري واثنى على مثابرة مصر لانهاء حالة الانقسام الفلسطيني رغم ما تعرضت له من مضايقات، ورغم تفاؤله الا انه حذر من صعوبة الملفات المطروحة على الحوار، وضرورة العمل الجاد لانجازها من اجل القضية.
*هل تعتقد أن الوضع الراهن كان ضاغطا على كل من فتح وحماس من أجل المجيئ للحوار، والاستعداد لانجاحه، فتح التي التي وصلت الى طريق مسدود في المفاوضات وحماس التي خرجت منهكة هي والشارع الفلسطيني من حرب غزة؟
_هي ليست ضغوطا بقدر ما هي تغير في الظروف .. أولا موضوعيا باب المفاوضات مع اسرائيل أغلق بالكامل.. فشلت مفاوضات آنا بولس والحكومة الاسرائيلية الجديدة تعكس انعطافا شديدا نحو التطرف العنصري، وهذا يعني الا يمكن لاي مفاوضات ان تنجح مع اسرائيل، اسرائيل تستهدف الجميع دون استثناء، حتى موضوع التهدئة اسرائيل رفضت التجاوب فلا تهدئة ولا مفاوضات وهناك تطرف عنصري وتوجه لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية مما يستدعي استنهاضا سريعا لكل الطاقات والامكانيات الفلسطينية، واعتقد ان جميع القوى بما فيها فتح وحماس تعرف انها مستهدفة من جانب اسرائيل.
*هل تعتقد لدى الطرفين فتح وحماس استعدادا للتنازل عما لديه من سلطة؟
_ من الواضح للجميع ان التنازع على سلطة وهمية تحت الاحتلال ليس سليما، ووصل بنا الى هذ الحال والمهم الان بحث تشكيل قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني، وكيف يعاد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وبناؤها كقيادة موحدة وجامعة للقوى الفلسطينية للشعب الفلسطيني.
*حماس وفتح يتحدثان دائما من منطق القوة لانهما يمثلان الشارع الفلسطيني (87% نسبة التصويت لهما في الانتخابات الاخيرة )، هل هذا المنطق سمح لكم بمشاركة حقيقية في الحوار، أم أنه وجود من اجل صورة جميلة تجمع الفصائل؟
_ في هذا الحوار لا استئثار لحماس وفتح وكل القوى موجودة ومشاركة، والبيان الصادر عن الاجتماع اوضح ان جميع القوى ساهمت في الحوار الوطني بشكل متكافئ، مسألة النسب والتناسب يقررها الشعب الفلسطيني، ولذلك نحن توجهنا لتشكيل حكومة انتقالية تنتقل بالشعب الفلسطيني الى انتخابات تجري في موعدها او قبل موعدها (25/1/2010) وما تقرره الانتخابات ونتائجها سيحترمه الشعب الفلسطيني وسنحترمه جميعا.
*ما رؤيتكم لتشكيل الحكومة الانتقالية، حكومة تكنوقراط ام حكومةتمثل الفصائل التي لها من يمثلها في المجلس التشريعي؟
_ ليس لدى رؤية خاصة الا ان هذه الحكومة ستكون حكومة تمثل الجميع وتعد بشكل سليم وصحيح لاجراء الانتخابات، وان تعمل على انهاء انقسام الاجهزة الامنية واعادة بنائها على اساس ما تقرره لجنة الامن، التي انبثقت عن هذا الحوار وتشارك فيها القوى الفلسطينية.
*هل تم التوافق على ان يكون رئيس الوزراء مستقلا؟
- هذا موضوع خاضع للنقاش ما تقرره جميع الاطراف هو الذي سينفذ وليس لدي موقف خاص في هذا المجال.
*اسم د.مصطفى البرغوثي يتردد كاحد المرشحين لهذا المنصب والذي يحظى بتقدير كبير لدى الشارع الفلسطيني وعلى علاقة طيبة بغالبية الفصائل؟
_ انا لا اطمح في ذلك.
*هل الساحة الفلسطينية مؤهلة لانتخابات نزيهة تعكس مزاج الشارع الفلسطيني الحقيقي مع سيطرة فتح وحماس، فتح بحكم قيادتها للثورة والتي تتجاوز 44 عاما وحماس بسيطرتها على غزة وقيادتها للمقاومة المسلحة والتيار الاسلامي؟
_لا شك ان الاستقطاب قائم والحق ضررا بالساحة الفلسطينية ولكن لا شك ايضا ان الجمهور الفلسطيني بينه مؤيد لحماس وبينه مؤيد لفتح، ولكن هناك وسطا في الساحة الفلسطينية يريد ايضا ان يرى خيارات اخرى، في نهاية المطاف الخيار الذي يقرره الشعب على الجميع ان يحترمه بغض النظر عما هو هذا القرار، هذه هي الديمقراطية، المهم ان تبقى الممارسة الديمقراطية مستمرة، التعديية لا عيب فيها طالما انه في نهاية المطاف هذه التعددية تبقى محترمة، وطالما ان الحوار يجري بشكل سلمي وحضاري بين كل الاطراف. فاعتقد ان الجميع كان مسرورا من جولة الحوار الاولى حتى ان الجلسة لم تاخذ وقتا طويلا، وهذا يدل على ان هناك جهدا طيبا قامت به مصر قبل الحوار، ونحن نشكر مصر بشكل خاص لانه لولا هذا الجهد لما استطعنا تحقيق هذه النتيجة وبهذه السرعة، وهناك تقدير لدور مصر وبالاخص لمثابرتها رغم مضايقات كثيرة تعرضت لها على ان تبقى في هذا الاتجاه، وتنجز هذا العمل، المشاركة المصرية في الاعمال كانت متواصلة، وكانت هناك نزاهة وحيادية واستقلالية في دعم حوار بناء وفي نفس الوقت عمل فعال لتسير عملية التواصل لبلوغ التوافق الوطني.
*ما تأثيرات حرب غزة على الشارع السياسي الفلسطيني؟وهل كان من الضروري ان تسفك كل هذه الدماء حتى يتصالح الفلسطينيون؟
_ حرب غزة اسفرت عن صمود الشعب الفلسطيني واسرائيل فشلت في كسر ارادتنا وفي كسر ارادت المقاومة، وفشلت في تعميق الانقسام الفلسطيني وهو احد اهداف حربها، لذلك المهم الان ان نرى الفشل الاسرائيلي ونرى الافاق التي فتحت لنا فقط.
*هل تغيرت شعبية حماس وفتح في الشارع الفلسطيني من جراء الحرب على غزة؟
_ لا استطيع الحكم عل ذلك هذا تقرره الاستطلاعات اذا كانت دقيقة، وتقرره الانتخابات، نحن نريد فرصة متكافئة لخوض الانتخابات بشكل نزيه وسليم وبطريقة تضمن مشاركة الجميع بدون اي تدخل او اي نوع من الاذى يمكن ان يلحق بالعملية الانتخابية.
*اي الملفات اصعب في الحوار الحكومة ام الاجهزة الامنية ام منظمة التحرير؟
_ كل الملفات شائكة، ولكن نحن انتقلنا من حالة انقسام الى حالة الحوار وهذا بحد ذاته قفزة كبيرة للامام، كلها ملفات صعبة وتحتاج لجهد كبير، ولا زال امامنا طريق طويل.
*المبادرة الوطنية كان لديها رؤية لحل الانقسام الفلسطيني قدمتها وسعت لتحققيها ولكن للاسف لم تستطع تحويلها الى واقع،هل تعتقد ان رؤيتكم مازالت صالحة وهل هي تلك التي تقدمونها في الحوار؟
_نرى ان الاحداث اثبتت حاجتنا لقيادة موحدة للشعب الفلسطيني ونأمل ان نساهم من خلال وجودنا في الحوار في القاهرة بدفع الامور للامام.
*كان لكم طرح خاص لاصلاح الاجهزة الامنية؟
_يتطلب اصلاحها العمل على ثلاتة قواعد: بناؤها على اساس غير حزبي غير فصائلي وتقليص حجمها لاننا لسنا بحاجة الى كل هذه الاجهزة للامن الداخلي، واعادة النظر في مبدأ التنسيق الامني مع اسرائيل الذي نرفضه.
*كيف سيتم التعامل مع المشكلات والاحداث التي وقعت خلال العامين الماضيين بين فتح وحماس ووصلت الى حد القتل ويصعب تجاوزها؟
_هذه الامور ستعالج في لجنة المصالحة الوطنية، بما في ذلك ما ترتب من اخطاء سابقة مع ضمان عدم تكرارها لاحقا.
*ماذا اضافت مشاركة فصيل المبادرة الوطنية والشخصيات المستقلة لهذا الحوار؟
المشاركة هذه المرة اوسع بكثير واشمل، اليوم شارك 14 فصيلاً في حوار 2005 لم تشارك المبادرة الوطنية اليوم شاركت وهو امر نرغب فيه وشيء طبيعي ان تشارك المبادرة وهي حركة لها تمثيل في المجلس التشريعي وكان لها دور هام في التوافق الوطني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وشاركت فيها، واسوة بكافة القوى التي نحترمها جميعاً تشارك المبادرة، بالاضافة الى مشاركة شخصيات وطنية مستقلة، هذا امر يساعد على تخفيف حدة الاستقطاب في الساحة الفلسطينية واشراك الجميع، وشعرنا ان ذلك تاثير ايجابي خلال جلسة الحوار .
· ما دور الجامعة العربية في الحوار؟
هذا يعود للجامعة لتحديد ماذا يمكن ان يقدم العرب لنجاح الحوار، ولكن برأيي انه لا نجاح لاحد في مساعدتنا اذا لم نساعد انفسنا وتكون لدينا ارادة فلسطينية لاستعادة وحدتنا ومواجهة التحديات وتوحيد الصف من اجل مقاومة الاحتلال واستعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.