يا جماهير شعبنا البطل
يشكل يوم الأرض الخالد معلماً بارزاً في التاريخ النضالي لشعبنا الفلسطيني ،وهو اليوم الذي انتفض فيه الفلسطينيون معلنين تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم ،في وجه سياسات التهويد وسلب الارض التي كانت وما زالت تمارسها حكومات الاحتلال المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه، وانهاء مشروعه الوطني.
ان ذكرى يوم الأرض تأتي هذا العام والاحتلال الاسرائيلي يواصل عدوانه ضد الفلسطينيين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار، واستفحال الاستيطان وتسارع وتيرة البناء في جدار الفصل العنصري،وتهويد القدس عبر سياسة ممنهجة في هدم المنازل لفرض هجرة قسرية على ابناء شعبنا في المدينة ، وهي السياسات ذاتها التي اتبعها الاحتلال في الجليل إبان احتلاله عام 48، والذي استمد مبرر وجوده من قتل الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.
ومنذ نشوء دولة الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني وهي تنتهج سياسة تهويد الأرض واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التي انغرسوا فيها ، وذلك عبر ارتكاب المجازر المروّعة بحق الفلسطينيين، ولم تكتف سلطات الاحتلال بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم، بل عملت تباعاً على مصادرة ما تبقى من الأرض ،كما هو جار الآن في الضفة الغربية التي استولت فيها المستوطنات على 42% من مساحتها.
يا ابناء شعبنا الفلسطيني
ما أشبه اليوم بالأمس، ففي الثلاثين من شهر آذار من عام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول ، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري واغتصاب الأراضي ، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في أراضي عام 1948 ضد الاحتلال ،واليوم يستمر المشهد ويتسع من خلال نهب الاراضي الفلسطينية وتهويد القدس عبر تسارع وتيرة الاستيطان فيها وهدم المنازل كما هو جار في سلوان وراس خميس وحصار المدينة بالمستوطنات والجدار العنصري وسحب هويات المقدسيين لتفريغ المدينة من سكانها.
يا جماهير شعبنا الصامد
وفي مثل هذا اليوم من كل عام، يحيي شعبنا في كافة اماكن تواجده ذكرى يوم الارض الخالد ويجدد فيها العهد لشهداء شعبنا الذين هبّوا في الجليل والمثلث والنقب للدفاع عن أرضهم وكرامتهم وتصدوا ببسالة لقرارت الحكم العسكري بمصادرة الاف الدونمات من اراضي شعبنا في المثلث والجليل .
لقد توحّد شعبنا البطل في كافة اماكن تواجده ،وواصل نضاله ضد جوهر المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض وتهويدها والتنكّر لحقوق شعبنا وعدالة قضيتنا ،وقدم شعبنا على مدى السنوات الطويلة من عمر الاحتلال، قوافل الشهداء من اجل الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال العنصري وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
اليوم نحيي ذكرى يوم الأرض وشعبنا مازال صامدا على أرضه، متمسكًا بأهدافه وحقوقه الوطنية، ومصّممًا على مواصلة الكفاح والتصدي لكافة عمليات مصادره الأراضي وبناء وتوسيع والمستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس، وفي مواجهة الحصار الظالم والعدوان والمجازر الوحشية التي اقترفها الاحتلال في قطاع غزة.
ان شعبنا الفلسطيني ورغم الملمات التي المت به، يقف شامخًا في وجه كافة المشاريع التصفوية التي تهدف إلى تكريس الاحتلال وتنفيذ مؤامراته بالقضاء على تطلعات شعبنا وطموحاته المشروعة في التحرر والعودة والاستقلال.
تاتي ذكرى يوم الارض في لحظات يتطلع فيها شعبنا الى انهاء الانقسام الداخلي واستعادة وحدته الوطنية التي هي مصدر قوتنا في مواجهة المخططات الاسرائيلية الرامية الى الانقضاض على حقوقنا الوطنية غير القابلة للتصرف ،وفي مقدمتها حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة،في وقت تمر فيه القضية الوطنية بمرحلة خطيرة وبالغة الدقة.
ان شعبنا يعيش يوم الارض مع صباح كل يوم ،في ظل تواصل الاستيطان وسياسة النهب والتوسع ،وفي هذه الذكرى فاننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية ندعو الى اوسع هبة شعبية ضد اجراءات الاحتلال وضد جدار الفصل العنصري ليكون يوم الارض علامة فارقة في النضال الشعبي ضد الاستيطان،كما ندعو الى استنهاض حملة مقاطعة شاملة للبضائع الاسرائيلية ،وتعزيز الدافعية لدى المستهلك الفلسطيني نحو شراء المنتجات الوطنية ودعمها في وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه على شعبنا وارضه وتذهب فيه عائدات الضرائب الاسرائيلية الى جيش الاحتلال الذي يشتري الرصاص والذخيرة لاستخدامها في قتل ابناء الشعب الفلسطيني.
المجد والخلود لشهداء شعبنا
الحرية لأسرانا والشفاء لجرحانا
عاشت ذكرى يوم الأرض الخالد
المبادرة الوطنية الفلسطينية
30/3/2009