رام الله- صرح د.مصطفى البرغوثي، الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أنه في حال لم يحدث تغيير جوهري في ذهنية أطراف الحوار الفلسطيني ودوافعهم وقدرتهم على التصدي للضغوطات الخارجية التي لا تريد للوحدة الوطنية أن تتحقق فانه" سيكون من الصعب رؤية اختراق شامل ينهي حالة الانقسام التي تشهدها الساحة الفلسطينية حتى الآن".
وأضاف خلال اللقاء السياسي الذي عقدته المبادرة بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الأرض في قاعة الغرفة التجارية برام الله، أمس ، لا أتوقع للحوار نهاية سريعة، لكنني لا أتوقع له الفشل كذلك، مبيناً أن المهم هو المحافظة على مبدأ عدم التراجع عما توصلنا إليه ، ومشيراً الى أن هناك لقاء بعد يومين سيجمع حماس وفتح فقط لمعالجة نقاط الخلاف المتبقية بينهما، وقد يتبعه لقاء موسع يشمل الأمناء العامين للفصائل.
وتحدث البرغوثي عما تم انجازه خلال جولتي الحوار السابقتين في القاهرة، مبيناً أن الأولى تمخضت عن الانتقال من حالة الصراع الداخلي لحالة الحوار الوطني، كما أنها أسفرت عن انتهاء الحملات الإعلامية، إلى جانب الإفراج عن جزء من المعتقلين السياسيين.
وحول الجولة الثانية من الحوار الوطني، أكد د.البرغوثي أن لجنة المصالحة الوطنية أنجزت أعمالها المتمثلة بإنهاء آثار حالة الانقسام وضمان عدم تكراره وإقرار ميثاق شرف فلسطيني، وتوقفت عند نقطة واحدة عالجتها لجنة التسيير العليا، وبين أن لجنة منظمة التحرير اتفقت على فتح أبواب المنظمة أمام كافة الفصائل من خلال عقد انتخابات المجلس الوطني بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية، أما الأمر المختلف عليه فهو "الهيئة العليا المؤقتة" التي ستملأ الفراغ في المرحلة الانتقالية، والتي تتحدد مهمتها في معالجة القضايا بشكل جماعي وتضم اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ورئيس المجلس الوطني، وخشية البعض من طبيعتها وتأثيراتها على مؤسسات المنظمة القائمة حالياً.
كما أكد د.البرغوثي أن لجنة الانتخابات قد أنهت أعمالها بعد الوصول إلى توافق حول إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة لغاية تاريخ 25/1 من العام الحالي، مبيناً أن الخلاف هو على طبيعة النظام الانتخابي الذي سيتبع فيما إذا كان نسبياً كاملاً أم مختلطاً، مشيراً أن موقف المبادرة الوطنية مؤيد للخيار الأول.
وأشاد البرغوثي بعمل لجنة الأمن التي تميزت بالجدية العالية في عملها، منبهاً إلى ضرورة طرح موضوع عدد تلك الأجهزة وعدد موظفيها الذين يبلغون 106 آلاف فرد على طاولة الحوار، ونزع الصبغة الفصائلية والحزبية عن تلك الأجهزة عند الحديث عن موضوع العقيدة الأمنية لها.
وحول موضوع الحكومة ، أعرب عن رفضه القاطع لفكرة تشكيل الحكومة بلا برنامج سياسي لأن ذلك الطرح وإن صلحت نوايا أصحابه له تبعات خطيرة، سيما وان بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية القادمة، يتحدث عن برنامج حل اقتصادي بعيداً عن أي صفة سياسية للفلسطينيين، كما أنه من البساطة الاعتقاد أن الاتحاد الأوروبي والعالم لن يسألنا عن مواقفنا السياسية لأننا لم نوردها في برنامج الحكومة، لكنه أكد أن الأمر لا يستدعي خلافاً عميقاً خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي الحالي، داعياً إلى ضرورة التكاتف في وجه أي ضغوطات خارجية، ومؤكداً أن إيجاد جملة وسطية بين الالتزام والاحترام للاتفاقات الموقعة ليس أمراً صعباً إذا توفرت النوايا والإرادة لذلك.
وفي الشأن الإسرائيلي، بين رئيس المبادرة أن إسرائيل قد بلغت ذروة انعطافها نحو العنصرية والشوفينية اثر الانتخابات الأخيرة التي أفرزت حكومة هي الأكثر تطرفاً، وإن كان حزب العمل -بمشاركته فيها- يحاول منحها ورقة التوت، مؤكداً أن لا فرق بين الأحزاب والقيادات الإسرائيلية وان المؤسسة الصهيونية باتت مكوناتها متشابهة.
واضاف الدكتور البرغوثي المطلوب الان مواجهة سياسة الامر الواقع بسياسة امر واقع فلسطينية من خلال دعم صمود سكان المدينة وفضح الممارسات العنصرية الاسرائيلية.
واوضح الدكتور البرغوثي ان اسرائيل تعمل على كسب الوقت لفرض واقع سيتعذر معه اقامة دولة فلسطينية حقيقية ،مشيرا بذلك الى ان الاستيطان تضاعف منذ بدء عملية المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بنسبة 173% ،حيث كانت المساحة العمرانية للمستوطنات عام 1990 (69) كيلومترا مربعا من مساحة الضفة الغربية في حين بلغت العام الماضي 188 كيلو مترا مربعا ،الامر الذي ادى الى سيطرة المستوطنات على 42% من مساحة الضفة الغربية كمناطق نفوذ لتلك المستوطنات.
وقال البرغوثي ان من يؤمن باعادة الحقوق للفلسطينيين يجب ان يقوم بفرض عقوبات على الحكومة الاسرائيلية لاجبارها على وقف الاستيطان والاجراءات العنصرية وتكريس نظام الفصل العنصري.
واكد النائب مصطفى البرغوثي ان الاتفاقيات التي يجري الحديث عنها مزقتها اسرائيل ووضعتها في سلة المهملات ،وان التنازع على مناصب في السلطة الفلسطينية ليس سوى تنازع على سلطة وهمية،وان هذا لايفيد بشيء عندما يعلن نتنياهو انه لن يسمح لاي كيان فلسطيني بان يكون له سيادة او سيطرة على الحدود او الموارد او المياه او الاجواء،وان كل ما في جعبته هو حكم ذاتي تحت الاحتلال.
واكد البرغوثي انه مقابل هذا الاجماع العنصري والعدواني في اسرائيل يجب ان تتحقق وحدة وطنية راسخة بين الفلسطينيين لمواجهة مخاطر المرحلة المقبلة التي تتهدد مستقبل شعبنا ومشروعه الوطني.