يصادف الأول من أيار عيد العمال العالمي وشعبنا الفلسطيني يعيش ظروفا اقتصادية وسياسية غاية في الخطورة جراء سياسات الاحتلال العنصرية واضطهاده لشعبنا وتنكره لحقوقه .
وتاتي هذه الذكرى وشعبنا يرزح تحت الاحتلال، ويواجه أعتى صنوف العذابات والقهر والعدوان الاسرائيلي الذي بلغ اوجه من خلال ارتكاب المجازر الوحشية ونهب الاراضي واستفحال الاستيطان وتهويد القدس والحصار من قبل حكومة استيطان وتطرف وعنصرية ثالوثها هم نتنياهو ليبرمان وباراك .
وبينما يحيي شعبنا المناضل هذه المناسبة فان عمالنا وكادحي شعبنا ما زالوا يواجهون تهميشا بعد ان القت البطالة وسوء الاوضاع الاقتصادية والحصار ومطاردة الاحتلال لهم وهم يبحثون عن لقمة العيش، وانعدام فرص العمل في الاراضي الفلسطينية المحتلة بهم على قارعة الطريق،في وقت بات فيه قرابة 200 ألف عامل من قطاع غزة عاطلين عن العمل وهم يعيلون مئات آلاف الأسر ،فيما بلغت نسبة الفقر 80%، في ظل الحصار الجائر على غزة وتدمير الاحتلال المصانع خلال عدوانه الاخير على القطاع الى جانب اغلاق قطاعات صناعية وزراعية وتجارية أبوابها جراء الحصار ومنع دخول المواد الاساسية.
ان هذه المناسبة يجب ان تشكل دافعا للدفاع عن عمالنا وقضاياهم، في مواجهة كل أشكال التهميش والتمييز الذي يتعرضون له، في ظل تفاقم ازمة البطالة والفقر وتآكل قيمة الأجور والارتفاع الجنوني في الاسعار ،وغياب وتغييب الحماية الاجتماعية للعمال والفئات الاجتماعية الفقيرة،وغياب الدور النقابي الفاعل ،وحالة الشرذمة والانقسام التي تعصف بالساحة الفلسطينية.
ان تكالب الظروف الصعبة على شعبنا والتي سببها الاحتلال وسياساته الاستيطانية وتحويل الاراضي الفلسطينية الى كانتونات عبر الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري، وعزل المواطنين عن أراضهم ومصدر رزقهم هدفها فرض هجرة ثالثة على شعبنا وتفريغ الارض من سكانها الاصليين،لكن ايمان شعبنا بعدالة قضيته وصلابة ارادته ستفشل تلك السياسات العنصرية.
إننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية ونحن نتقدم بالتهنئة الى الطبقة العاملة الفلسطينية بمناسبة الاول من ايار عيد العمال العالمي، لنؤكد على دعمنا لحقوق عمالنا البواسل الذين بعرقهم يجسدون طريقنا نحو الحرية والاستقلال ،والذين كانوا دائما شركاء في النضال الى جانب شعبهم والاكثر التصاقا بقضيته العادلة ،فقدموا مئات الشهداء وهم يبحثون عن لقمة عيش كريمة لاسرهم ،وهم من كانوا شرارة الانتفاضة الاولى عندما سقط منهم الشهداء وهم في طريقهم من غزة الى اماكن عملهم في اسرائيل عام 1987.
وندعو ابناء شعبنا الى دعم حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية ،والدفع باتجاه دعم المنتج الوطني الذي في حال زيادة نسبة الاستهلاك من المنتوجات الوطنية خمسة بالمئة أي رفع النسبة من 15-20% فان من شان ذلك توفير مئة الف فرصة عمل جديدة وتخفيف حجم البطالة في اوساط شعبنا.
كما اننا ندعو الى خلق فرص عمل للحد من البطالة ،ووقف حالة الانجراف تحت خط الفقر عبر خطة وطنية تساهم فيها قطاعات شعبنا المختلفة .
عاش الاول من ايار
عاشت طبقتنا العاملة
المجد والخلود لشهداء شعبنا
ومعا نحو الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال
المبادرة الوطنية الفلسطينية
1/5/2009