رام الله: اكدت المبادرة الوطنية الفلسطينية ان قضية اللجوء التي حملتها الاجيال امانة ،ورغم الملمات الكثيرة والمحطات المتعددة من المعاناة طوال ذلك التاريخ الدموي والاسود الذي خطه الاحتلال الاسرائيلي،لم تتبدل ولن تسقط بالتقادم ،وستبقى القضية الاولى ومفتاح السلام في المنطقة.
وقالت المبادرة في بيان لها بمناسبة الذكرى الحادية والستين للنكبة التي المت بشعبنا ،انه في الوقت الذي يحيي فيه شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات هذه الذكرى الاليمة التي شرد فيها الاحتلال اكثر من نصفه في مشارق الارض ومغاربها ،وحولهم من مواطنين في ارض آبائهم وأجدادهم الى لاجئين في المخيمات ،ما زال الاحتلال بجبروته وتواطأ العالم يواصل سياسته التي بداها عام 48 ،سياسة نهب الارض وهدم المنازل والقتل والاعتقال والحصار ،في محاولة لفرض هجرة اخرى على شعبنا الذي صمد وقاوم من اجل بقائه .
واضافت المبادرة ان كل المحاولات الرامية الى استبدال حق العودة الى الديار التي هجر منها ابناء شعبنا ستبوء بالفشل،وان كل تفسير آخر لهذا للقرار 194 خارج إطار التفسير القانوني وفق ما صدر به عن الأمم المتحدة ، بشكل يخالف مبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره،لن يجد من يتعاطى معه،لان هدفه هو استبدال حق العودة بالتوطين والتعويض من اجل الحفاظ على ما يسمى بالهوية اليهودية لاسرائيل.
واوضحت المبادرة الوطنية ان حق العودة الذي هو حق فردي وجماعي ،مثلما انه حق مطلق لا تملك أي جهة فردية كانت أم جماعية شعبية كانت أم رسمية الحق في التنازل عنه،او التفاوض عليه ،بل يمكن التفاوض على تنفيذه وليس عليه .
واكدت المبادرة الوطنية انه في مثل هذه الايام من عام 48 ،نصب الباطل على الحق ،وخطت لحظات هي الاكثر سوداوية في التاريخ الحديث ،حين ارتكب الاحتلال وعصاباته ابشع مجازر وعملية تطهير عرقي بحق شعبنا ليقيم دولته على اطلال ذكريات من شردوا من قراهم ومدنهم ،وليستبدل الواقع بأساطير من نسج الخيال.
وشددت المبادرة على انه رغم توالي الايام والسنوات الطوال ما زال امل العودة يراود الفلسطينيين الذين وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها لاجئين في مخيمات الشتات او داخل الوطن ،الا انهم ما زالوا متمسكين بتطبيق عادل للقرار 194 ، والذي ينص بوضوح تام على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أجبروا على مغادرتها نتيجة للحرب التي ألمت بهم.
واختتمت المبادرة بيانها بالاشارة الى انه بينما نفذت اسرائيل حربا عرقية ضد شعبنا ،الا ان هذا الشعب العظيم وبنضاله الطويل وعزيمته التي لا تعرف الكلل ولا الملل افشل الاساطير الاسرائيلية ،واسقطت الاجيال تلك المقولة المزعومة ان"الكبار سيموتون وان الصغار سينسون" وأكذوبة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" مثلما تم افشال محاولات محو الذاكرة الفلسطينية وبقى وجود الفلسطينيين على ارضهم عقبة في وجه تصفية القضية الفلسطينية والاساس لتحقيق اماني شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال .