جنين : بدعوة من اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة جنين ومن مجلس قروي عانين، وبحضور عدد كبير من الشخصيات الرسمية وقادة الأحزاب والفصائل وأعضاء المجلس التشريعي وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظة جنين.. نظمت في قرية عانين غربي محافظة جنين يوم السبت 16/5/2009 مسيرة جماهيرية حاشدة إحياء لذكرى النكبة الكبرى التي حلت بشعب فلسطين قبل 61 عاما، والذكرى السابعة لبناء جدار الفصل العنصري، وتأكيدا على رفض الاحتلال وكل إفرازاته من جدران ومستوطنات.. وقد شارك بالفعالية المئات من المواطنين من سكان قرية عانين-- الواقعة على حدود الاراضي المحتلة عام 1948 والتي يحاصرها الجدار ويلتهم آلاف الدونمات من أراضيها-- وبمشاركة عدد كبير من نشطاء المقاومة الشعبية من الفلسطينيين، إضافة الى عدد من أنصار السلام المعادين للاحتلال من الدول الاجنبية.. وقد سارت حشود المتظاهرين من وسط بلدة عانين حتى وصلت الى بوابة جدار الفصل العنصري-- الواقعة جنوب غربي البلدة-- ورفع المتظاهرون الإعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالاحتلال وبالجدار والاستيطان، والتي تؤكد على تمسك الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه ( في العودة، وتقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية ) كما وهتف المتظاهرون بالشعارات الوطنية، وواصلوا السير لمسافة
وعند بوابة الجدار وفي مواجهة قوات جيش الاحتلال أعلن عريف المهرجان خالد منصور الناشط في العمل الشعبي والكفاحي واحد القائمين على تنظيم الفعالية بدء المهرجان الخطابي مؤكدا ان المهرجان هو مهرجان مشترك على جانبي الجدار حيث قال ان حشودا من جماهير فلسطينيي الداخل ( وفي مقدمتهم محمد بركة سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعفو اغبارية عضو الكنيست عن الجبهة وكذلك بنيامين غونين احد كبار قادة الجبهة ) تقف الآن على الجانب الآخر من الجدار وتنظم مهرجانا آخر تحت نفس الشعارات ( بذكرى النكبة ورفض الجدار ) ثم أوضح منصور ان المهرجان يأتي بالذكرى الواحدة والستين للنكبة والسابعة على بناء جدار الفصل العنصري وان المهرجان يرسل رسالتين الاولى لتحميل اسرائيل المسئولية الاولى والاهم عن نكبة شعب فلسطين واعلان عن تمسك شعب فلسطين بحق عودة جميع اللاجئين الى ديارهم والرسالة الثانية للتأكيد على استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال وإفرازاته من مستوطنات وجدران حتى تحقيق كامل أهداف الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال والعودة.. ثم قدم منصور خطباء المهرجان.. حيث تحدث كل من رباح ياسين رئيس مجلس قروي عانين الذي حيا المشاركين واستعرض ما يتسبب به الجدار من آثار كارثية على مجمل حياة سكان البلدة معتبرا الجدار نكبة ثانية تحل بالشعب الفلسطيني بعد النكبة الكبرى التي حصلت في العام 1948 وقد تلا ياسين بيانا موجه الى الأمين العام للأمم المتحدة وكافة الهيئات الدولية يطالبهم فيه بالتدخل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الفلسطينيين وخاصة في مناطق الجدار حيث تصاد الاراضي ويحرم أصحابها من الوصول إليها ويتم التنكيل بهم بشكل يومي عند بوابات الجدار.. ثم تحدث قدورة موسى محافظ محافظة جنين الذي أكد على عدم شرعية الجدار وعلى حق الشعب الفلسطيني بالنضال من اجل إزالته وقد ربط ما بين النضال ضد الجدار وبين النضال من اجل حق العودة كما وتحدث محافظ جنين عن أهمية الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وعن أهمية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وخاصة بالقرب من المستوطنات والجدار.. ثم تحدث بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني الذي حيا نهج المقاومة الشعبية داعيا الجماهير والقوى الحية في المجتمع الى تشديد النضال ضد الاحتلال والاستيطان وتوحيد الجهود وبناء جبهة متحدة للمقاومة الشعبية كما وشدد على أهمية انهاء الانقسام الفلسطيني كي يتعاظم الجهد الوطني لمواجهة مخططات نتنياهو الهادفة للقضاء نهائيا على حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وكذلك على حق العودة من خلال رفع شعار يهودية دولة اسرائيل.. ثم تحدث قيس عبد الكريم الأمين العام المساعد للجبهة الديمقراطية مؤكدا على أهمية الفعاليات الكفاحية ضد الاستيطان والجدار باعتبار المقاومة الشعبية الطريق الأمثل في الظروف الحالية لإلحاق الهزيمة بمخططات الاحتلال كما ودعا أطراف الصراع الفلسطيني للإسراع بالاتفاق وإنهاء الانقسام حماية للمشروع الوطني واستعدادا لمواجهة مخططات حكومة الاحتلال الجديدة كما وتحدث عن أهمية إحياء ذكرى النكبة ومواصلة العمل لإبقاء حق العودة حيا في وجدان كل الشعب الفلسطيني.. وتحدث جمال الشاتي منسق اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة في جنين عن ضرورة تفعيل العامل الشعبي وتكثيف الكفاح ضد الاحتلال والتصدي لمخططاته الهادفة لابتلاع ما تبقى من الارض الفلسطينية وتهويدها كما وشدد على أهمية العمل على إبقاء حق العودة على رأس الأجندة الوطنية واقامة الفعاليات والأنشطة التي تذكر العالم بحق سبعة ملايين لاجئ في العودة الى ديارهم وهو ما تنص عليه العديد من القرارات وفي مقدمتها القرار 194.. وكان آخر المتحدثين عمر منصور ممثلا عن اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في محافظة جنين الذي حيا جمهور المشاركين بالفعالية مؤكدا على ان اللجنة الشعبية التي نظمت الفعالية بالتعاون مع مجلس قروي عانين ستواصل عملها وأنشطتها الكفاحية كما فعلت خلال السنوات السابقة بالاعتماد على طاقات الجماهير وبالتعاون مع كل المخلصين للأهداف الوطنية من قوى ومؤسسات أهلية ومجالس قروية وبلدية كما وحييا عمر منصور جماهير الداخل معتبرا ان هذا النشاط المشترك معها يشير الى تلاحم الشعب الفلسطيني والى الخطر الواحد الذي تشكله حكومة نتنياهو على الوجود الفلسطيني داخل الخط الأخضر وعلى فرص اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967..