في الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية على شعبنا ومقدساتنا ، وفي ظل استمرار الحصار الإجرامي الظالم على شعبنا في قطاع غزة ، وما يسببه من آلام ومعاناة فاقت كل الحدود ، وفي الوقت الذي تواصل فيه حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية سياسة الضم والتوسع وبناء المستوطنات وابتلاع الأراضي وتهويد القدس وعزلها عن محيطها في إطار سياستها العنصرية ومطالبتها بالاعتراف بيهودية الدولة وتراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن مطالبتها بوقف بناء المستوطنات وتفهمها للمواقف والإجراءات الإسرائيلية ، نجد أن الانقسام الفلسطيني يتواصل ويتعمق وتزداد فصوله مأساة على شعبنا ، وتتعثر جهود المصالحة الوطنية الأمر الذي من شأنه زيادة معاناة شعبنا الذي عانى كثيرًا من ويلات الحروب والصراعات ولازال يدفع ثمنًا باهظًا لهذا الانقسام .
إننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية نتوقف أمام هذا الوضع الخطير و الشاذ ونحذر من تداعياته السلبية الكبرى والخطيرة على مستقبل شعبنا وقضيته الوطنية خاصة في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من تدهور وتراجع وعودة التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات والتهديدات وردود الأفعال من قبل الطرفين التي تنذر بعواقب وخيمة من شانها زيادة تمزيق الجسد الفلسطيني ونسيجه الاجتماعي وتواصله الجغرافي وتجعل الانقسام واقعًا لا رجعة عنه .
لذا فإننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية ومن منطلق الحرص على وحدة شعبنا ولقناعتنا الراسخة بان التصدي للمخططات والجرائم الإسرائيلية التي تقوم بها حكومة الاستيطان ومجرمي الحرب العنصرية يتطلب منا جميعا التوحد ونبذ خلافاتنا وتحمل مسؤولياتنا الوطنية والتاريخية وتغليب المصالح الوطنية العليا لشعبنا وضرورة الإسراع في طي صفحة الانقسام السوداء وانجاز المصالحة الوطنية دون إبطاء أو تأخير، كما نطالب الأخوة في حركتي فتح وحماس بضرورة تذليل العقبات التي تعترض الوصول إلي مصالحة وطنية حقيقية ، والتوافق على إجراء الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة بتوافق وطني في كافة أرجاء الوطن الفلسطيني بدلا من الانزلاق إلى تكريس الانقسام والانفصال الأمر الذي يعطي اكبر هدية مجانية لإسرائيل طالما عجزت عن تحقيقها وتلحق أفدح الأضرار والأذى بشعبنا وقضيتنا الوطنية.
المبادرة الوطنية الفلسطينية
غزة 24/10/2009