المبادرة الوطنية الفلسطينية في الخليل تنظم أمسية سياسية بعنوان فلسطين على مفترق طرق .. خيار أم خيارات ؟؟

الخليل :نظمت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في الخليل أمسية سياسية حضرها المئات من رجال العشائر والمثقفين وطلبة الجامعات والأطباء وعدد من القيادات النسوية في المحافظة .

حيث قامت الآنسة راوية المحتسب عضو المكتب الطلابي في المحافظة بدور عرافة اللقاء قدمت من خلاله الفقرات والشخصيات التي صعدت لمنصة اللقاء  .

ورحب مراد الجعبري بالحضور من خلال كلمة ألقاها عرج فيها على موضوع اللقاء مشيرا إلى الأوضاع السياسية التي تمر بها قضيتنا الوطنية من أزمات .

ومن جهته أكد السيد مازن أبو شمسية الناطق الإعلامي باسم المبادرة الوطنية في مدينة الخليل على ضرورة أن يكون للناس رأيهم فيما يدور على الساحة الفلسطينية من إحداث لها علاقة بالوضع الداخلي الفلسطيني .

كما استعرض الحاج زيدان الجعبري في كلمة ألقاها باسم عشائر المدينة وضع المدينة المأساوي وما تتعرض له من خطر الاستيطان والاستيلاء على البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي .

وأكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان التطورات الأخيرة تمثل إعلانا لفشل نهج كامل بسبب سياسة إسرائيل وتقاعس المجتمع الدولي .

وقال البرغوثي انه منذ خمس سنوات حاولت أطراف دولية إقناع الجانب الفلسطيني بأنه إذا أوقف الانتفاضة وبنى مؤسسات وجهاز امني وطبق خريطة الطريق فان ذلك سيقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية،ليتضح إن كل ما عمله الفلسطينيون لم يعد كافيا وان حسن الأخلاق لا يكفي وحده وان إسرائيل ممعنة في سياستها الاستيطانية وان ما وعد به الفلسطينيون لم يتحقق .

وأوضح مصطفى  البرغوثي إن ما يجري على الأرض يؤكد سعي إسرائيل إلى فرض الحل من جانب واحد على صورة دولة كانتونات ومعازل وجيتوات في إطار ما يسمى بدولة في حدود مؤقتة ستصبح دائمة بدون القدس والأغوار وبدون أحواض المياه وبدون مناطق الاستيطان وبدون العودة إلى حدود الرابع من حزيران وبدون اعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين مع تكريس نظام الابارتهايد والفصل العنصري.

وشدد البرغوثي على أن اخطر أمرين يواجهان الشعب الفلسطيني اليوم هما مقولة السلام الاقتصادي إي تحسين الأحوال المعيشية في ظل استمرار الاحتلال وتكريس نظام الفصل العنصري عبر الحديث عن الدولة ذات الحدود المؤقتة.

 

واستشهد البرغوثي بمقولة الراحل الدكتور حيدر عبد الشافي قبل ستة عشر "إن توقيع أي اتفاق بدون تجميد للاستيطان سيجر معه كوارث كثيرة"  ،مؤكدا إننا نرى اليوم صحة هذه المقولة باجلى صورها،وانه لايجوز العودة إلى المفاوضات قبل تجميد شامل ومطلق لكل الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك في مدينة القدس وتحديد إطار مرجعي ينص على إنهاء الاحتلال بالكامل وإطار زمني محدد لذلك مؤكدا أن استمرار الاستيطان أو وقفه هو المؤشر الرئيس على السلوك الإسرائيلي.

 

وأوضح البرغوثي انه بات من الواضح أن إسرائيل غير مستعدة لوقف الاستيطان وان أميركا غير مستعدة هي الأخرى للضغط عليها ،رغم أن الرئيس الأميركي اوباما هو الذي حدد سقف وقف الاستيطان في خطابه في القاهرة وسرعان ما تراجع عن ذلك أمام ضغط اللوبي الإسرائيلي وتقاعس أطراف في إدارته وان ذلك يعطي مؤشرا خطيرا لما يمكن أن تكون عليه المفاوضات مستقبلا.

 

أما بخصوص ما تبقى من خيارات

 

فقد قال البرغوثي إننا نؤكد باسم المبادرة الوطنية الفلسطينية انه يجب عدم الحديث فقط عن فشل نهج التفاوض بل العمل على بناء إستراتيجية وطنية بديلة تستند إلى خيار المقاومة الشعبية الجماهيرية لإجراءات الاحتلال والاستيطان والى فلسفة مواجهة الأمر الواقع الاحتلالي بالأمر الواقع الفلسطيني وهذا يعني ليس فقط بناء مؤسسات فلسطينية بل يعني أيضا تحدي إجراءات الاحتلال وقوانينه العنصرية ومنظومة الابارتهايد الإسرائيلية  واستعادة ثقافة المقاومة والصمود الوطني ،وانه حتى يفهم الإسرائيليون أنهم ليسوا وحدهم من يقرر الوقائع على الأرض فقد رأينا هذا الأسبوع في الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين نموذجا رائعا لهذه المقاومة الشعبية في نعلين وقلنديا حيث اسقط الشبان بأيديهم العارية أجزاء من الجدار العنصري.

 

ودعا البرغوثي إلى تبن رسمي من كل الهيئات الفلسطينية الرسمية لحملة المقاطعة والعقوبات  الشاملة ضد إسرائيل وسحب الاستثمارات التي تجري على الصعيد الدولي  تحقق اليوم نجاحات كبيرة ومن أمثلتها قرار 53 نقابة بريطانية تضم سبعة ملايين عامل مقاطعة البضائع الإسرائيلية والضغط على الحكومة البريطانية لوقف كل أشكال التعاون العسكري مع إسرائيل.

 كما دعا البرغوثي إلى دعم الصمود الوطني وإعادة النظر في توزيع الموازنات بحيث يكرس معظمها لدعم ما يحتاجه الصمود الوطني كمناطق الجدار ومناطق الصمود في البلدة القديمة في الخليل والقدس .

وناشد البرغوثي جميع الأطراف الفلسطينية الارتقاء إلى مستوى المسؤولية واستعادة الوحدة الوطنية ،وإنهاء الانقسام وإيجاد وسيلة لانجاز اتفاق المصالحة الوطنية بأسرع وقت ممكن وان تجري الدعوة لاجتماع يضم قادة كل الفصائل والمؤسسات الوطنية في الداخل والخارج للتباحث في الوضع والأزمة القائمة وإرساء أسس إستراتيجية وطنية موحدة وان يجري التوجه إلى الشعب الفلسطيني لاستنهاض كل طاقاته في كل مكان.

 

وبشان الانتخابات أكد البرغوثي أنها يجب أن تكون وسيلة للوحدة والتوحيد وليس الى تحويل الانقسام إلى انفصال دائم،مؤكدا انه من المستحيل القبول بإجراء الانتخابات في الضفة دون القطاع وانه يجب أن تجرى الانتخابات بتوافق وبضمانات كاملة لنزاهتها لان من حق الشعب الفلسطيني ممارسة خياره الحر في الاختيار.

 

ووجه البرغوثي تحية لأبناء شعبنا الصامدين في قطاع غزة والقدس والبلدة القديمة من الخليل ونعلين وقلنديا وكافة أرجاء الأراضي المحتلة الذين قدموا نماذج رائعة للمقاومة الشعبية الجماهيرية ولكل من يكافح من اجل حقوق الشعب الفلسطيني .

 

واختتم البرغوثي قائلا إننا نرى على صعيد العالم عزلة للسياسة الإسرائيلية وتقدما للقضية الفلسطينية وان المطلوب اليوم هو تعزيز الإرادة الكفاحية الفلسطينية للاستفادة من هذا التطور الايجابي .