غزة – المبادرة-بحضور العديد من قيادات المبادرة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة و المحلل السياسي د . مخيمر أبو سعدة و جمع غفير من الساسة و المثقفين و الوجهاء و رجالات الإصلاح و بمناسبة الذكرى الأولى للحرب على غزة نظمت لجنة العمل الجماهيري للمبادرة الوطنية الفلسطينية في محافظة غزة لقاء سياسيا جماهيريا في مقر المبادرة الرئيسي في المدينة بعنوان ( غزة بين الحرب و الحصار و تداعيات الانقسام ) أداره منسق العمل الجماهيري في المحافظة الناشط محمد جرادة و الذي بدوره رحب بالحضور مع التأكيد على أهمية التواصل مع الجماهير بمثل هذه اللقاءات السياسية الهامة لدقة المرحلة التي تشهد حراكا على الصعيد السياسي و الداخلي .
من جهته قدم د.أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية مداخلة مطولة عن مجمل التطورات السياسية المتلاحقة بدء بالماسي التي لحقت بأهالي غزة جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة في ظل الحصار الخانق على القطاع مشيرا إلى توظيف إسرائيل و استغلالها لحالة الانقسام لتنفيذ جرائمها بالإضافة للانجرار وراء كيل الاتهامات المتبادلة الأمر الذي عمق الانقسام ، وعدم استغلال تقرير غولدستون و استثماره بالمستوى المطلوب مثلما جرى لباقي القرارات الدولية الهامة و المتعلقة بوضعنا الفلسطيني معتبرا في ذات الوقت أن هذه الحرب كانت لابد و أن تشكل مدخلا حقيقيا نحو الوحدة لصد العدوان الذي مازال شعبنا يدفع ثمنا باهظا جراؤه .
إلى ذلك فقد أكد د . أبو سعدة أن الأسباب الرئيسية في عدم انجاز المصالحة الوطنية رغم ما يبذل من جهود محلية و عربية تعود بالأساس إلى طبيعة الخلاف في البرنامج و الإيديولوجية بين حركتي فتح و حماس بالإضافة إلى أن الطرفين يحتكمان للتدخلات و الاشتراطات غير الفلسطينية باتجاه عدم انجاز المصالحة الوطنية وفق ما تقتضيه تلك الأجندة الخارجية معربا عن أمله في إحداث تحول جديد في التحرك الأخير للملكة للعربية السعودية مستعرضا في السياق ذاته الضغوطات و الابتزاز التي تحاول إسرائيل فرضها على الرئيس أبو مازن الذي يمر بموقف حرج جراء الضغوط و الاملاءات الأمريكية المنحازة أولا و أخيرا للسياسة الإسرائيلية المتنكرة للحقوق الفلسطينية المشروعة معتبرا العودة إلى طريق المفوضات كما كانت في السابق لم يثمر و لم يسفر عن تحقيق نتائج ملموسة ، داعيا إلى ضرورة تحقيق المصالحة و توحيد الخطاب و البرنامج السياسي ليصبح برنامجا موحدا يعبر عن تطلعات و طموحات الكل الفلسطيني .
و في نفس السياق اعتبر القيادي في المبادرة الوطنية د . عبد الله أبو العطا قيام إسرائيل بحربها المسعورة ضد قطاع غزة شكل جريمة حرب لابد من ملاحقة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية و الاستفادة من تقرير غولدستون و التي كان لابد من عرض نتائج لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس حول مسؤولية تأجيل التصويت عليه من منطلق الشفافية و مكاشفة الجماهير صاحبة الحق غير أن عرضها في الوقت الحالي من الممكن أن يحدث بلبلة و يعيق الجهود المبذولة على مستوى تحقيق المصالحة الوطنية .
و اعتبر د . أبو العطا أن تحقيق الوحدة الوطنية هو مطلب وطني و شعبي داعيا في الوقت ذاته لإعادة تفعيل حالة الضغط و التأثير الجماهيرية على طرفي النزاع للتسريع في انجازها و تحقيقها نحو العمل لتصليب الجبهة الداخلية من اجل مواجهة السياسية الاحتلالية لحكومة إسرائيل التي ما انفكت الا و تمعن باستيطانها و ابتلاعها للأرض الفلسطينية ، مؤكدا على ضرورة المضي و الاستمرار بالمقاومة الشعبية و توسيع حملة التضامن الدولي لنصرة القضية الفلسطينية مثلما هو الحال في مقاومة جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية .
و ألقت الشاعرة الهام أبو ضاهر قصيدتين شعريتين ما بين الكلمات في الندوة واحدة عن الحرب على غزة و الأخرى تنادي بالمصالحة الوطنية و إنهاء حالة الانقسام .
من الجدير ذكره أن اللقاء تخلله العديد من المداخلات والأسئلة من الحضور الذين أكدوا على أهمية تحقيق المصالحة و إنهاء الانقسام .