رام الله: أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن رسالتنا من بلعين والقدس والخليل وغزة هي ان شعبنا لن يهدأ حتى يحقق حريته واستقلاله الكامل واننا نريد السلام ولكن السلام القائم على اساس استعادة حقوقنا دون انتقاص.
وقال البرغوثي في كلمة له في مؤتمر بلعين الدولي الخامس للمقاومة الشعبية ان نهج المقاومة الشعبية انطلقت شرارته قبل ثماني سنوات من رح الانتفاضة الثانية من جيوس وفلامية وصفا وبدرس وعزون ونزلة عيسى وقفين وجنين ضد جدار الفصل العنصري ووصلت شعلتها قبل خمس سنوات الى بلعين ومن ثم نعلين لتقدم نموذجا في الاستمرارية ثم اصبح ملحا انتقال هذا النموذج الى مناطق اخرى حتى اصبح هناك 45 موقعا وفي مقدمتها القدس والشيخ جراح وسلوان والخليل وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور تشهد مقاومة متصاعدة.
وأضاف البرغوثي ان هذا المهرجان الذي يتزامن تنظيمه مع الذكرى الاليمة للنكبة هو تاكيد على أن روح المقاومة الشعبية لن تخمد وان رسالة واضحة اننا لن نستسلم للاحتلال ومنظومة الفصل العنصري حتى ينال شعبنا حريته واستقلاله الوطني وكرامته الانسانية.
واوضح النائب مصطفى البرغوثي اننا نشهد اليوم تحولا نوعيا اصبحت فيه المقاومة الشعبية النمط السائد في حياتنا ووصلت الى اهلنا في قطاع غزة الصامد في وجه الحصار اذ تجلت تلك المقاومة عبر التظاهرات الاسبوعية في محيط القطاع وتسيير السفن لغزة لكسر الحصار الظالم.
واكد البرغوثي ان ما نعيشه اليوم هو استعادة لروح وثقافة الانتفاضة الاولى وفكرة العمل المشترك بدلا من التركيز على المصالح الخاصة والشخصية.
وقال النائب مصطفى البرغوثي ان ما تقدمه بلعين هو نموذج رائع في الاعتماد على النفس وليس على الاخرين وتحدي اجراءات الاحتلال بدلا من التعايش معها،مشيرا الى ان هناك خط رفيع بين تحدي اجراءات الاحتلال والتعايش معها مما يستدعي رفض كل اجراءات الاحتلال وآخرها الامر العسكري الذي يستهدف ثلاثة ملايين فلسطيني في القدس والضفة الغربية ورفض التقسيم الاسرائيلي لهويات الفلسطينيين واماكن سكناهم والعمل على انشاء المشاريع في المناطق المصنفة "c" في تحد للاحتلال واجراءاته.
ودعا البرغوثي الى جهد رسمي وشعبي مشترك ومتكامل والتوجه الى المؤسسات الدولية بقرار لاهاي الذي مرت عليه خمس سنوات وما زالت اسرائيل تخرقه ولا تلتزم به من اجل فرض حملة مقاطعة وعقوبات عليها.
ودعا إلى التمسك بالإجماع الوطني القائم على أساس انه لا مفاوضات إلا بوقف الاستيطان في القدس وسائر الأراضي المحتلة وتحديد إطار ومرجعية وسقف زمني للمفاوضات.
واوضح أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان سياسة الامر الواقع الاسرائيلية يجب ان تواجه بامر واقع فلسطيني مشيرا الى ان الاحتلال منعنا من التوجه الى القدس فذهبنا اليها دون تصريح او اذن من احد مثلما كسرنا قرار الاحتلال بشان اعلان نعلين وبلعين منطقتين عسكريتين يحظر التظاهر فيهما عبر التظاهر فيهما اسبوعيا.
وأكد النائب مصطفى البرغوثي أن الهروب من الصراع لا يلغي وجوده وان المطلوب الآن هو الانخراط في النضال الشعبي للحفاظ على وجودنا وبقائنا في ارضنا.
وقال البرغوثي ان شعبنا ينادينا في كل مكان قائلا:"كفانا انقساما وشرذمة "،وان على الجميع انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية فورا لمواجهة المخاطر المحدقة بشعبنا ومستقبلنا.
ودعا البرغوثي التمسك بالاستراتيجية الوطنية التي ترتكز على أربعة أعمدة هي الوحدة الوطنية وتوسيع المقاومة الشعبية ليس فقط عبر التظاهرات بل أيضا من خلال مقاطعة البضائع الإسرائيلية واستنهاض أوسع حملة دولية لفرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل ودعم الصمود الوطني.
وقال البرغوثي ان الجهود يجب ان تنصب على منع قبول إسرائيل عضوا في المجلس الاقتصادي العالمي لان قبولها يعني مكافأة حكومة بنيامين نتانياهو المتطرفة على ما تقوم به من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية موضحا أن قبول سلطات الاحتلال في المجلس سيحمل رسالة سياسية خطيرة ليس للفلسطينيين فقط بل لكل دعاة الحرية في العالم مفادها أن هناك صمتا دوليا على الممارسات التي تقوم بها إسرائيل ولاسيما سياسة التهويد وخرق حقوق الإنسان والقرار العسكري الإسرائيلي الأخير بترحيل الأف الفلسطينيين من الضفة الغربية والذي يعد تطهيرا عرقيا بحقهم.
وقال البرغوثي ان انضمام اسرائيل ينطوي على خطورة كبيرة لان أي دولة تتقدم لعضوية المجلس يتوجب عليها الاشارة الى محيطها الاقتصادي الاحصائي وان اسرائيل قدمت طلبها على اساس ان محيطها الاقتصادي يشمل هضبة الجولان السورية المحتلة والقدس المحتلة والمستوطنات في الضفة الغربية مما يعني انها تقدم طلبها من منطلق الضم الفعلي لجميع الاراضي المحتلة .
ووجه النائب مصطفى البرغوثي التحية الى بلعين التي اصبحت نموذجا للمقاومة الشعبية مؤكدا ان حملات الاعتقالات ضد نشطاء لجان مقاومة الجدار والاستيطان لن تنال من تلك المقاومة ومن عزيمة شعبنا.
كما حيا البرغوثي المشاركين في المؤتمر لاسيما المتضامنين الدوليين الذين جاؤوا من كافة انحاء المعمورة للتضامن مع شعبنا ومناصرة حقوقه ونضاله الوطني العادل.