سفن كسر الحصار عن قطاع غزة وتعاظم التحرك الدولي

وكيفية التعاطي معه فلسطينياً- د. عبد الله أبو العطا

سفن كسر الحصار عن قطاع غزة وتعاظم التحرك الدولي

وكيفية التعاطي معه فلسطينياً- د. عبد الله أبو العطا

بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على حصار قطاع غزة، بدأ يتعاظم التحرك الدولي لكسر هذا الحصار وبدأ يأخذ ملامحاً وأبعاداً جديدة بخطوات تبدو أكثر شجاعة وتصميماً وبدأ يتسع ليشمل عدداً أكبر من المنظمات والحركات والدول المشاركة مما يشكل تحدياً أكبر للغطرسة الإسرائيلية وفضحاً لممارساتها العنصرية ولمزاعمها كدولة احتلال وإيهامها للعالم بأنها انسحبت من قطاع غزة، الأمر الذي يفضحه استمرار حصارها المتواصل براً وبحراً وجواً لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني بحجة أسر الجندي الإسرائيلي شاليط الذي لم يكن في نزهة بل كان في مهمة عسكرية يحمل سلاحه ومتحصناً في دبابته التي تزرع الموت والدمار في قطاع غزة، ومتناسيةً في الوقت نفسه أنها تختطف وتعتقل أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني منهم الأطفال والنساء والمرضى والوزراء والنواب تهمتهم الوحيدة أنهم يقاومون الاحتلال الجاثم على ارض وطنهم بشتى الوسائل كما أي شعب وأي مقاومة في العالم.

لقد دأبت إسرائيل على خداع العالم وتضليله منذ قيامها بعد نكبة عام 48 على حساب شعبنا بعد طرده وتهجيره وبناء دولتها على أنقاض مدننا وقرانا، ولا زالت تواصل استفزازاتها وقرصنتها ضاربة عرض الحائط بكافة المواثيق والأعراف الدولية، لا تحترم ولا تقيم وزناً للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية في سلسلة طويلة من الحروب والمجازر الدموية التي لا تزال ماثلة أمامنا، فالحرب الأخيرة على قطاع غزة وما خلفته من قتل وتشريد ودمار خير شاهد على جرائمها عدا الحصار الإجرامي المفروض على قطاع غزة لأكثر من ثلاث سنوات ومنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية ومواد البناء ومنع السفر والتنقل وما يسببه ذلك من إزهاق للأرواح ومعاناة لا تقل بشاعةً وهو استمرار لجرائم الحرب التي ارتكبتها.

ان هذا التحرك الدولي المتعاظم بهذه القوة والزخم والتصميم يحمل رسالة ذات دلالات ومعاني كبرى ويشكل انتصاراً لقيم الحرية والعدالة وشكلاً من أشكال التضامن والتأييد الدولي الواسع مع شعبنا وقضيتنا الوطنية العادلة وبدايةً فعلية لكسر هذا الحصار ورفع الظلم عن شعبنا وملامسة همومه ومعاناته ويمتزج بمقاومته الشعبية ضد الاحتلال والحصار والعدوان وعلى الرغم من السلوك الإسرائيلي بإطلاق التحذيرات والتهديدات وأعمال القرصنة في محاولة يائسة ومفضوحة لتحدي الإرادة الدولية المتعاظمة ومحاولة منع هذه السفن من الوصول لقطاع غزة فان هذه الرسالة تكون قد وصلت.

وإذا كان من الواجب والمطلوب من المجتمع الدولي والأسرة الدولية ضرورة التحرك العاجل والسريع لوقف هذه القرصنة والعربدة وضمان وصول هذه السفن بسلام لإيصال المساعدات إلى مستحقيها من ضحايا العدوان والحصار، وإذا كان من الواجب والمطلوب فلسطينياً شعبياً ورسمياً توجيه كل التحية لهؤلاء المتضامنين الأبطال الذين تحملوا الكثير من المخاطر والصعاب ومشاق السفر فانه بات من الواجب والضروري والمطلوب أيضاً أن نتضامن مع أنفسنا أولاً وان نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا المتمثلة بإنهاء هذا الانقسام المعيب وان نستعيد وحدتنا الوطنية لكي نستقبل العالم الذي جاء لنصرتنا موحدين وان نشكره ونرحب به ونخاطبه بلغةٍ واحدة وموقف واحد يعبر عن هموم شعبنا وتطلعاته نحو الحرية والاستقلال.