في الذكرى الثامنة لميلاد المبادرة الوطنية الفلسطينية- بقلم / نبيل دياب – غزة

 

قبل ثمانية أعوام بزغ فجر ميلاد جديد لحركة سياسية رائدة أعلنت من بين ثنايا معاناة شعبنا انطلاقتها ، و من على قمم جرزيم و عيبال و الجرمق و من غزة الشاطئ المكلوم و من هناك في مواقع اللجوء و الشتات صدحت أصواتهم في عنان سماء وطننا الجريح معلنة بكل عز و افتخار عن إتمام اللمسات النهائية لتكوين إبداعي وطني خلاق سيحمل على عاتقه هموم تثاقلت على كاهل شعبنا الصامد

فكان ميلاد حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية لتتميز عن غيرها من الحركات و الأحزاب السياسية لما يكتسبه ميلادها نوع متقدم من الحيوية و التجديد في الفكر و المنهج و العقيدة السياسية و الوطنية التي استخلصت العبر من محطات التجربة الكفاحية للحركة الوطنية الفلسطينية على وجه الخصوص و تجارب حركات التحرر العالمية و صهرت هذا الاستخلاص الرائع في أربع من أهم الركائز التي يستند عليها برنامجها السياسي و الكفاحي و المتمثلة في بناء قيادة وطنية موحدة تتبنى إستراتيجية وطنية توحد الكل الفلسطيني لضمان استمرار مقاومة الاحتلال بأشكاله المختلفة  و الاعتماد في ذلك على أسلوب المقاومة الشعبية  و السعي الحثيث لتعزيز الصمود الوطني لشعبنا و بناء حركة التضامن الدولي لإسناد و دعم قضيتنا العادلة ، و يتجسد روعة هذا التكوين في التكاملية و التوافقية المنسجمة مع متطلبات واقعنا الفلسطيني كفاحيا و اجتماعيا لا يختزل منها الأخر و لتضيف للحالة الفلسطينية  عبقا نضاليا متميزا وتعيد للجماهير الفلسطينية ثقتها بذاتها النضالية من خلال الالتصاق بهمومها اليومية و الاستبسال في الدفاع عن مصيرها  و لتبعث في روحها تجدد الإيمان بحتمية الانتصار .

و في هذه الذكرى الخالدة فان المبادرة الوطنية و من خلال تزكية الحياة و الحركة المتواصلة للفعل الكفاحي لنهجها الوطني و الاجتماعي  تقدم نموذجا وطنيا يحتذى به تجلى ذلك في  إحداثها لتحول  نوعي  في مسيرة العمل النضالي وازدياد  الالتفاف الجماهيري حول برنامجها السياسي و الوطني  رغم حداثة تأسيسها فصالت و جالت في ميادين كفاحية شتى و تقدمت الصفوف و حققت الانجاز الوطني تلو الآخر على طريق انتزاع النصر المؤزر لشعبنا ، و بذلك تكون حركة المبادرة الوطنية قادرة على تبوؤ مواقع الصدارة و الريادة لقيادة و تصويب الأداء و الفعل النضالي الفلسطيني جنبا إلى جنب كل فصائل العمل الوطني لتصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية بمستوياتها المختلفة لا يمكن تجاوزه أو تجاهله  بأي حال من الأحوال و تثّبت لنفسها و لجماهيرها الباسلة قواعد متينة راسخة بما يضمن لبنيانها التماسك و الصلابة لتعيد الاعتبار لمنظومة المبادئ الإنسانية النبيلة التي جسدها مؤسسها المناضل الوطني الكبير الراحل د . حيدر عبد الشافي و حملها بكل ثقة و مسؤولية رفاق دربه الغر الميامين ليمضوا مع شعبهم بمسيرة البذل و التضحية و العطاء فداء لحريته و عزته و كرامته .