أثر الصمت- إبراهيم ثاري-جباليا

 

ضاقت بنا الأيام وسخرت منا الليالي

كم مرة يسلب المرء حقه في طلب الأماني

كم مرة يأسر المرء قلبه ودموع عينيه

من خلف شباك الحزن تسقط وتنادي

صمت ترجل بالصراخ فلاقى أيدي قبيحة تغلق الآذان

يظن نفسه كأنه يصغي

انظر إلى عينيه حقاً

ستراه لا يبالي

 

الصمت يستهويني لحظة

ولكن فكرة تراودني

حتى أناملي ترتجف فجأة

ولا زال قلبي يناقضني

فاصنع لنفسك حاضراً يخلو من زلة القدر

 

منذ ولدت وصيحاتي

ضجيج الحرب أخرسها وشاح الذل لي جسداً

يكفلني فيحكمها

وهناك الخوف متربصاً

في كل وقت يلازمها

 

صمتي أصبح حكاية

والعيون ألوان

تارة يرسم صورة

وتارة بلا عنوان

تراه يغني فرحاً

تراه يغني طرحاً

تراه يسير ببطء وقلبه كما الشلال

تراه يعلن حرباً وينجو كما الفرسان

تراه يقاتل بحراً كأنه قبطان

 

وبيده يعزف لحناً ويمسك الفنجان