لتتوجه كل الطاقات ضد الاحتلال الاسرائيلي ونظام الابارتهايد

في ظل الظروف الخطيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتآمر حكومات اسرائيل المتعاقبة على حقوقه الوطنية وقياداته ومحاولاتها تصفية عناصر قضيته الوطنية، وفي ظل هجمة الاستيطان والتهويد المسعورة التي تشنها سلطات الاحتلال في القدس وسائر ارجاء الاراضي المحتلة، ومع استمرار وتعمق حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي التي تهدد مستقبلنا الوطني ولا يستفيد منها سوى الاحتلال، فان المبادرة الوطنية الفلسطينية وبعد ان تابعت الجدال المحتدم حول مجرى المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تؤكد ما يلــي :- 1) ان الشعب الفلسطيني بكل مكوناته متمسك بحقوقه الوطنية التاريخية ولن يقبل بالتفريط بها او بأي من عناصرها، وفي مقدمتها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها، وحق الشعب الفلسطيني في انهاء الاحتلال عن كامل الاراضي المحتلة وفي مقدمتها القدس، والرفض الكامل لكافة المشاريع المشبوهة والخطيرة كالدولة ذات الحدود المؤقتة، ويهودية الدولة، والحلول الجزئية والانتقالية. 2) ان الأحداث قد اثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك ان المراهنة على المفاوضات مع اسرائيل في ظل ميزان القوى المختل، هي مراهنة فاشلة، وان نفق اوسلو قد وصل الى نهايته الطبيعية بسبب سياسة اسرائيل التي حاولت استبدال فكرة الاستقلال الوطني ببانتوستانات وسجون ومعازل محكومة بسيطرة الاحتلال واملاءاته، الامر الذي قاد الى نشوء اجماع وطني على دعم موقف رفض التفاوض في ظل استمرار الاستيطان وغياب مرجعية واضحة للمفاوضات، والتوجه لانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وحدودها وعاصمتها. 3) ان كل النوايا الطيبة والاعتدال والمرونة التي ابداها الفلسطينيون لاقناع المجتمع الدولي لم تزد اسرائيل الا جشعاً وتصلباً وعدوانية وانعاطفاً نحو العنصرية المتطرفة، وفيما ادى الى تحول اسرائيل الى منظومة ابارتهايد عنصري تمارس التطهير العرقي والاستعمار الاحتلالي والضم والتهويد ضد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وان كل ذلك لم يغير الموقف الامريكي الذي واصل الانحياز لاسرائيل وأبدى عجزاً عن ممارسة أي ضغط حقيقي على اسرائيل، وبالتالي فشل في لعب دور الوسيط فيما يسمى بعملية السلام. 4) ان من الخطورة بمكان استمرار حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني، كما أن من الاخطر تسعير الصراعات الداخلية في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني باسره الى حملات عدوان وتصفية وقمع واستيطان وحصار على يد الاحتلال الاسرائيلي وتتعاظم فيه مخاطر شن عدوان جديد على قطاع غزة. 5) انه وبعد فشل خيار المفاوضات، وتنكر اسرائيل للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي وادارة الظهر لحقوق الشعب الفلسطيني، واتضاح الصورة باننا لسنا في مرحلة حل بل في مرحلة صراع ونضال من أجل حقوقنا الوطنية، فان كل الجهود يجب ان تنصب اليوم على الخيار البديل وهو النضال من اجل تغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني على اساس استراتيجية وطنية جامعة مشتركة عمادهــا :- أ - المقاومة الشعبية الواسعة بكل اشكالها وتنوعاتها. ب - استنهاض حملة عالمية واسعة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وفرض العقوبات والمقاطعة على اسرائيل كما جرى مع نظام الفصل والتمييز العنصري في جنوب افريقيا، بما في ذلك تعزيز الاعترافات بالدولة الفلسطينية وحدودها وعاصمتها، والتوجه للجمعية العمومية للأمم المتحدة بالاستناد الى قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي وتقرير جولدستون للمطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل كما جرى مع نظام التمييز والفصل العنصري في جنوب افريقيا. ج - تجنيد كل الطاقات والموارد الاقتصادية لدعم صمود الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس والخليل وكافة المناطق المهددة بالجدار والتوسع الاستيطاني، وانتهاج سياسة اقتصادية عمادها الصمود المقاوم واسناد الجماهير الشعبية الفقيرة في مواجهة الغلاء والفقر، والاسراع في اصدار قانون الصندوق الوطني للطالب الجامعي. د - العمل الفوري على انهاء حالة الانقسام وانشاء قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني، تستند الى الممارسة الديمقراطية والمسائلة امام الشعب، وتحديد مرجعيات وطنية واضحة ، فيما سيعزز مكانة الشعب الفلسطيني ومؤسساته ويتصدى للمحاولات الاسرائيلية المسعورة لاضعافها. 6) ان الشعب الفلسطيني الذي يمتليء اليوم بمشاعر الغضب والاستياء من تردي الوضع الفلسطيني، يعرف ان من يحرص على مصالحه اليوم، لن يعمل على تأجيج الصراعات الداخلية، بل من سيدعم بكل طاقاته انهاء حالة الانقسام الداخلي وانشاء قيادة وطنية موحدة وجامعة تعيد تعزيز دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية، وتبني استراتيجية وطنية موحدة لتقوية البنيان الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان ومؤامرات تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، وتعزيز نهج التمسك الحازم بالثوابت الوطنية الفلسطينية التي ضحى الاف الشهداء بحياتهم من اجلها، مثلما قدم الملايين من ابناء وبنات الشعب الفلسطيني طاقاتهم وجل سنوات حياتهم من أجل حمايتها وتحقيق حرية واستقلال الشعب الفلسطيني.