اخطاء المفاوض الفلسطيني في ملف المياه ترقى الى درجة الخطايا

رام الله ـ وطن للأنباء ـ كشف الدكتور شداد العتيلي رئيس سلطة المياه ان السلطة الفلسطينية تدفع سنويا أكثر من 100 مليون شيكل ثمن مياه لشركة "ميكروت" الإسرائيلية من المياه الفلسطينية التي تستولي عليها إسرائيل. وقال العتيلي في خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه تلفزيون "وطن" ويقدمه الإعلامي علي دراغمة :" اننا نقوم بشراء 50 مليون متر مياه تذهب 5 ملايين متر مكعب منها الى قطاع غزة سنويا من اجل التغلب على جزء من مشكلة نقص المياه في الضفة الغربية والقطاع ". وتستعد سلطة المياه للاحتفال بيوم المياه العربي الذي يصادف اليوم (3 اذار)، وستتم الاحتفالات هذا العام تحت شعار " المياه للمدن" . وقال العتيلي :"نحن ليس لدينا مياه لا للمدن ولا للقرى، وكل ما نقوم به في سلطة المياه هو إدارة أزمة ، لأننا لا نتحكم بمقدراتنا المائية نتيجة استمرار وجود الاحتلال الذي يسرق المياه الفلسطينية صباح مساء،ويبيعنا جزء منها ، يكلفنا اكثر من 100 مليون شيكل ":وأضاف"المفاوض الفلسطيني ارتكب أخطاء ترقى إلى خطايا في موضوع المياه كونه قبل ان تبقى إسرائيل تتحكم في شأننا المائي حتى اليوم ،والسلطة تتحكم بكمية صغيرة من المياه في حين تسيطر إسرائيل على الكمية الكبرى". وأكد العتيلي ان ملف دائرة المياه بقي بيد إسرائيل الى ما قبل عام رغم انطلاق المفاوضات منذ أكثر 18عاما بحجة ان ملف المياه لم ينتهي التفاوض عليه . ونوه العتيلي إلى ان أزمة المياه الفلسطينية مستمرة وسوف تستمر صيفا وشتاءا حتى نحصل على حقوقنا المائية التي يكفلها القانون الدولي . وقد شكا مواطنون في تقرير "لتلفزيون وطن" من نقص في كمية وجودة مياه الشرب التي تصل الى بيوتهم . وكشف العتيلي ان محافظة طوباس تعتبر الأفقر مائيا في الضفة الغربية يليها جنوب الضفة الغربية وقال: " بعض المناطق في محافظة الخليل كانت تصلها المياه مرة واحدة كل 60 يوم ، الا ان المياه التي تصل الى البيوت هي نقية 100% وانا انصح المواطن الشرب منها لأنها تحتوي على كامل الأملاح وهي أفضل من المياه المعبئة من قبل الشركات الخاصة ". وأشار الى انه يوجد خطط لحل مشكلة المياه في قطاع غزة من خلال العمل على توفير 400 مليون دولار لتمويل محطة تحليه مياه على البحر المتوسط للتغلب على ما وصفها "بالكارثة " المائية التي يعاني منها قطاع غزة . وحول الخطط في الضفة الغربية قال العتيلي: " لو تمكنا من نقل المياه من شمال الضفة حيث تتوفر آبار المياه الى الجنوب الفقير مائيا لتمكنا من التغلب منذ زمن على هذا النقص في محافظات الجنوب". وتابع قائلا:"إسرائيل لا تسمح لنا بإنشاء شبكة مياه إقليمية تتصل بعضها ببعض في كل أنحاء الوطن مما يصعب علينا العمل". وبين العتيلي ان عدد التجمعات السكنية التي لا زالت خارج تغطية شبكة المياه تقلصت من 220 تجمع يسكنها نصف مليون مواطن قبل أربع سنوات الى 64 تجمعا يسكنها 50 ألف مواطن. وأشار العتيلي إلى أن محافظة طوباس في الشمال والمحافظات الجنوبية سيفرحون هذا الصيف لان تغييرا سوف يطرأ على كمية المياه في مناطقهم . وأكد العتيلي انه يلتقي مع جهات إسرائيلية وقال: " لا نستطيع عمل أي مشروع دون ان نرجع للإسرائيليين"وتابع: "نحاول دائما إشراك الأوروبيين والأمريكيين لوضعهم في صورة المعاناة الفلسطينية نتيجة عدم سماح إسرائيل لنا بعمل أي مشروع يتعلق بالمياه .